عدم اشتراك الزائر في المشاركة في اي موضوع | عدم اشتراك الزائر في المشاركات |
|
| من اقوال الشيعة | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الشيخ عودة العقيلى Admin
عدد المساهمات : 7661 العمر : 63
| موضوع: من اقوال الشيعة الإثنين ديسمبر 02, 2013 2:55 pm | |
| إن مما لا شك فيه أن منهجَ أهلِ السنةِ والجماعةِ هو المنهجُ الحقُ الذي ارتضاهُ اللهُ لعبادهِ ، ولذا وجه أعداءُ أهلِ السنةِ والجماعةِ من المبتدعةِ وغيرِهم سهامهم للنيلِ منه ومن رموزهِ من العلماءِ والدعاةِ إلى اللهِ ، ورميهم بأبشعِ الألقابِ ، وقد نال أئمةُ المذاهبِ الأربعةِ - أبو حنيفةَ ، ومالك ، والشافعي ، وأحمد بن حنبل - نصيباً من تلك السهام ، فنُسب إليهم زوراً وبهتاناً بعد التحققِ من صحةِ نسبتها بعضُ القصصِ والمروياتِ المكذوبةِ التي تقدح في عقائدهم ، ولكن هيهات هيهات أن ينالوا من أولئك الجبال الأعلام رحمهم الله .
وهنا نستعرضُ قصصاً نُسبت إلى الأئمةِ الأربعةِ - أبي حنيفةَ ، ومالك ، والشافعي ، وأحمد بن حنبل - في العقيدة وغيرها مع بيانِ عللها ، وكلام أهل العلم فيها ، ذباً عن عرضهم ، ونصحاً للأمةِ من الاغترارِ بها.
ونبدأ بقصةِ لا تثبتُ عن الإمامِ الشافعي ، يتشدقُ بها البعض في مسألةِ التوسلِ بالأمواتِ الصالحين، ولا تكاد تجدُ مبتدعاً يتكلمُ عن التوسلِ إلا ويوردُ قصة توسل الشافعي بقبرِ أبي حنيفة لكي يحتجُ بها على أهلِ السنةِ في تجويزِ التوسلِ بالصالحين
ونقول كما قال الأولون : " أثبت العرش ثم انقش " .
نَصُ القِصَّةِ:
أخرجَ الخطيبُ البغدادي في " تاريخ بغداد " (1/123) بسنده فقال : أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد الصيمري ، قال : أنبأنا عمر بن إبراهيم المقرئ قال : نبأنا مُكرم بن أحمد قال : أنبأنا عمر بن إسحاق بن إبراهيم قال : نبأنا علي بن ميمون قال : سمعت الشافعي يقول : إني لأتبرك بأبي حنيفة ، وأجيء إلى قبره في كل يوم - يعني زائراً - فإذا عرضت لي حاجة صليتُ ركعتين وجئت إلى قبره ، وسألت الله تعالى عنده ، فما تبعد عني حتى تُقضى.
نَقْدُ العُلَمَاءِ لِلقِصَّةِ:
انتقد علماءُ أهلِ السنة القصة ، وطعنوا في صحتها ، وإليك أخي ما قاله أهل العلم فيها:
• كذب شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ رحمه الله القصة ورد على ما جاء فيها فقال في " اقتضاء الصراط المستقيم " (2/692): " ... الثاني : أنه من الممتنع أن تتفق الأمة على استحسان فعل لو كان حسناً لفعله المتقدمون ، ولم يفعلوه ، فإن هذا من باب تناقض الإجماعات ، وهي لا تتناقض ، وإذا اختلف فيها المتأخرون فالفاصل بينهم : هو الكتاب والسنة ، وإجماع المتقدمين نصاً واستنباطا فكيف – والحمد لله - لم ينقل عن إمام معروف ولا عالم متبع . بل المنقول في ذلك إما أن يكون كذبا على صاحبه ، مثل ما حكى بعضهم عن الشافعي أنه قال : ...فذكره أو كلاما هذا معناه ، وهذا كذلك معلوم كذبه بالاضطرار عند من له معرفة بالنقل ، فإن الشافعي لما قدم بغداد لم يكن ببغداد قبر ينتاب للدعاء عنده البتة ، بل ولم يكن هذا على عهد الشافعي معروفا ، وقد رأى الشافعي بالحجاز واليمن والشام والعراق ومصر من قبور الأنبياء والصحابة والتابعين ، من كان أصحابها عنده وعند المسلمين أفضل من أبي حنيفة وأمثاله من العلماء . فما باله لم يتوخ الدعاء إلا عنده . ثم أصحاب أبي حنيفة الذين أدركوه مثل أبي يوسف ومحمد وزفر والحسن بن زياد وطبقتهم ، ولم يكونوا يتحرون الدعاء لا عند أبي حنيفة ولا غيره .
ثم قد تقدم عند الشافعي ما هو ثابت في كتابه من كراهة تعظيم قبور المخلوقين خشية الفتنة بها ، وإنما يضع مثل هذه الحكايات من يقل علمه ودينه . وإما أن يكون المنقول من هذه الحكايات عن مجهول لا يعرف ،ونحن لو روي لنا مثل هذه الحكايات المسيبه أحاديث عمن لا ينطلق عن الهوى صلى الله عليه وسلم لما جاز التمسك بها حتى تثبت ، فكيف بالمنقول عن غيره ؟ ا.هـ.
• وقال الإمامُ ابنُ القيمِ في " إغاثة اللهفان " (1/246) : والحكايةُ المنقولةُ عن الشافعي أنه كان يقصد الدعاءَ عند قبر أبي حنيفة من الكذب الظاهر .ا.هـ.
• وقال العلامة المعلمي في " طليعة التنكيل " ( ص58 - 60) بعد أن بين ضعف سندها ، وفصل فيه : هذا حال السند ، ولا يخفى على ذي معرفة أنه لا يثبت بمثله شيء ، ويؤكد ذلك حال القصة ، فإن زيارته قبر أبي حنيفة كل يوم بعيد في العادة ، وتحريه قصده للدعاء عنده بعيد أيضا ؛ إنما يعرف تحري القبور لسؤال الحوائج عندها بعد عصر الشافعي بمدة ، فأما تحري الصلاة عنده ، فأبعد وأبعد .ا.هـ.
• وقال العلامة الألباني عن سند هذه القصة في الضعيفة (1/31ح22) :
فهذه رواية ضعيفة بل باطلة فإن عمر بن إسحاق بن إبراهيم غير معروف وليس له ذكر في شيء من كتب الرجال ، ويحتمل أن يكون هو " عمرو - بفتح العين - بن إسحاق بن إبراهيم بن حميد بن السكن أبو محمد التونسي وقد ترجمه الخطيب وذكر أنه بخاري قدم بغداد حاجا سنة 341هـ ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا فهو مجهول الحال ، ويبعد أن يكون هو هذا إذ أن وفاة شيخه علي بن ميمون سنة 247هـ على أكثر الأقوال فبين وفاتيهما نحو مائة سنة فيبعد أن يكون قد أن يكون قد أدركه.
وعلى كل حال فهي رواية ضعيفة لا يقوم على صحتها دليل .اهـ.
وقد رد العلامة الألباني على الكوثري في نفس الموضع فقال :
وأما قول الكوثري في مقالاته: وتوسل الإمام الشافعي بأبي حنيفة مذكور في أوائل تاريخ الخطيب بسند صحيح. فمن مبالغاته بل مغالطاته ا.هـ.
• وقال محمد نسيب الرفاعي في " التوصل إلى حقيقة التوسل " ( ص 331 - 332) :
26- توسل الشافعي بأبي حنيفة رضي الله عنهما
قال ابن حجر المكي في كتابه المسمى (( الخيرات الحسان )) في مناقب أبي حنيفة النعمان في الفصل الخامس والعشرين أن الإمام الشافعي أيام هو ببغداد كان يتوسل بالإمام أبي حنيفة يجيء إلى ضريحه يزوره فيسلم عليه ثم يتوسل إلى الله به في قضاء حاجاته .
الكلام على متن هذا الخبر
من المعلوم أن معنى التوسل هو القربى والمتوسل عليه ولا شك أن يتحرى في توسله أن يكون هذا من النوع الموافق لعقيدة هذا المتوسل به فإذا كان الذي يريد أن يتوسل به يكره ويحرم هذا النوع من التوسل فكيف يعقل من أحد أن يقدم على عمل هو مكروه عند التوسل به ؟ لأنه موقن بأن المتوسل إليه به لا يقبل قطعاً هذا التوسل لا سيما وقد منعه منعا باتاً على ألسنة رسله من لدن آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم فإن أبا حنيفة كان لا يجيز التوسل إلى الله بأحد من خلقه فقد ثبت عنه أنه قال : " لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به وأكره أن يقول : أسألك بمعاقد العز من عرشك وأن يقول بحق فلان وبحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام " .
ولا شك أن الشافعي يعلم هذا من مذهب أبي حنيفة في التوسل فكيف يتوسل به وهو يكره هذا النوع من التوسل بل ويحرمه فهل من المعقول بعد أن يعلم الشافعي من أبي حنيفة ذلك أن يتوسل به هذا غير معقول البتة بل هو إغضاب لأبي حنيفة لأنه يكرهه ويحرمه لأن الله كرهه ويحرمه ولا شك أن الشافعي وأبا حنيفة رضي الله عنهما لا يحبان إلا ما يحب الله ولا يكرهان إلا ما يكرهه الله سبحانه وتعالى فكيف يتقرب الشافعي إلى الله بالتوسل بأبي حنيفة بما يغضب الله وأبا حنيفة حاشاه من ذلك وهو بريء مما نسب إليه ولكن ماذا نقول للكذابين والمفترين أننا نشكوهم إلى الله تعالى : اللهم عاملهم بما يستحقون.
قال في "تبعيد الشيطان": والحكاية المنقولة عن الشافعي أنه كان يقصد الدعاء عند قبر أبي حنيفة من الكذب الظاهر . اهـ . | |
| | | الشيخ عودة العقيلى Admin
عدد المساهمات : 7661 العمر : 63
| موضوع: رد: من اقوال الشيعة الإثنين ديسمبر 02, 2013 2:57 pm | |
| القواسم المشتركة بين الرافضة والنصارى ..
لو أن شيعياً دعا نصرانياً إلى الإسلام فلعل النصراني يقول إلى أي شيء تدعونني إليه ؟ يقول الشيعي : أدعوك إلى الإسلام وعدم الغلو في المسيح . يقول النصراني : وأنتم بدوركم قد غلوتم في الحسين وفي الأئمة حتى زعمتم أنهم كانوا قبل خلق العالم أنواراً { قال ذلك الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية ص 52 } . يقول الشيعي : أنتم تستغيثون بالمسيح من دون الله وتدعونه مع الله وتستغيثون بمريم . يقول النصراني : وأنتم تستغيثون بالحسين والمهدي وتقولون ياحسين يامهدي ، ونحن نفعل الشيء نفسه فنقول يامسيح يا مريم فما الفرق بيننا وبينكم ؟ يقول الشيعي : أدعوك إلى عدم عبادة المسيح وألا تسموا أولادكم عبدالمسيح فإن المسيح عبدالله . يقول النصراني : وأنتم ألستم تسمون أولادكم عبدالحسن وعبدالحسين مع أنهم عباد الله ؟ يقول الشيعي : أنتم ترجون من المسيح ما لاترجون من الله وتستغيثون به من دون الله وتزورون قبور القديسين والرهبان . يقول النصراني : وأنتم تطوفون حول قبور أئمتكم وتستغيثون بهم من دون الله وتلقون الأموال الطائلة عند قبورهم ، تماماً كما نفعل نحن في المسيح وأمه والقديسين من أبناء ديننا . يقول الشيعي : أنتم أطريتم المسيح وغلوتم فيه حتى عبدتموه . يقول النصراني : وانتم اطريتم الحسين والأئمة وتجاوزتم الحد في تعظيمهم حتى فضلتموهم على الأنبياء وقلتم أن لهم مقاماً عظيماً لايبلغه ملك مقرب ولانبي مرسل ، وقلتم بعصمتهم عن الخطأ والسهو وأنهم يعلمون كل شيء في السموات وفي الأرض وأن علومهم كعلوم القرآن، فيكون المسيح عندنا كالأئمة عندكم . نحن قلنا : أن مجرد حب المسيح والإيمان به كافٍ للنجاة والخلاص ، وأنتم قلتم إن مجرد محبة أهل البيت كفارة وخلاص لاتضر المحب لهم معها سيئة مادام محباً لأهل البيت . يقول الشيعي : كتابكم أيها النصارى محرف ومتضمن للزيادة والنقصان . يقول النصراني : وأنتم معشر الشيعة زعمتم أيضاً أن قرآنكم محرف زاد فيه الصحابة ونقصوا منه ، ولاتوجد نسخة كاملة صحيحة إلا التي يحتفظ بها الإمام المهدي في السرداب !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! . ومن هنا اكتفى الشيعة بالعمل على تشييع الجهال من أبناء هذه الأمة وإغراء ضعفاء النفوس من المتمشيخين أدعياء الدعوة إلى الله .
------------------
حب الصحابة كلهم لي مذهب ومودة القربى بها اتوسل
محب السنة
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الكلام غير علمي ، وما أسهل الجواب عليه بأن نقول : لو أن أحد أتباع ابن تيمية دعا يهوديا الى الاسلام ، لقال له إنك تنقل التمر الى هجر .. لانك أخذت عقيدتك بالله منا ، فانظر الى إمامك ابن تيمية يقول إن الاحبار والحاخامات علموا نبيك التوحيد ، وإن كل مافي التوراة من صفات الله تعالى صحيحة !! ماعدا قول من قال ( عزير ابن الله ) وهم فئة قليلة جدا من اليهود ..
وما دام نبيك - معاذ الله - وإمامك تلاميذ لليهود في معرفة معبودك ، فكيف تدعونا الى الاسلام ؟!!!!
هل تريد يامحب السنة أن آتي لك بنص ابن تيمية في ذلك ؟!!
العاملي
نعم ياعاملي اتحداك بصريح العبارة أن تأتي لي بنص صريح لشيخ الإسلام ابن تيمية يقول فيه بصحة كل ما في التوراة المحرفة التي بين يدي اليهود وليست التوراة الأصلية التي أنزلت على موسى عليه الصلاة والسلام وكن عند قولك هذه المرة ولا تهرب كعادتك فقد تحديتك في أكثر من موضع ولكنك تتهرب حين لا تجد إجابة
------------------
حب الصحابة كلهم لي مذهب ومودة القربى بها اتوسل
محب السنة
بسم الله الرحمن الرحيم
لاتصدق ظن الظانين بك يامحب السنة ..
أنا قلت إن ابن تيمية يرى صحة صفات التجسيم لله تعالى التي في التوراة .. وهل تريد كلامه ؟
فقلت لي ائتني بكلامه الذي يقول فيه إن كل التوراة صحيحة غير محرفة !وفرق بين الموضوعين !!
فكلامنا في صفات التجسيم المملوءة منها التوراة والتي يغتقد ابن تيمية أنها صحيحة ، وهي أهم ما في التوراة ، وليس كلامنا في البقية ..
واليك ما في منهاج السنة : 2 - 460 : قال : وقد علم أن التوراة مملوءة بإثبات الصفات التي تسميها النفاة تجسيما ومع هذا فلم ينكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه على اليهود شيئا من ذلك !! ولا قالوا أنتم مجسمون . بل كان أحبار اليهود إذا ذكروا عند النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من الصفات أقرهم الرسول على ذلك وذكر ما يصدقه كما في حديث الحبر الذي ذكر له إمساك الرب سبحانه وتعالى للسماوات والأرض !!! انتهى .
وإن لم يكف هذا ، أتيت لك بأصرح منه !!
العاملي
إذا كنت ترى أن إثبات ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الصفات تجسيما فنعم نحن نثبت ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل ونعتقد أن صفات الله لا تشبه صفات المخلوقين فتعلى ربنا وتقدس أن يشبه بخلقه ونقول في صفاته كما قال عن نفسه (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) نقول ذلك ونحن على ثقة من أمرنا لانحيد عنه ولا نتبدل وإن سمانا الناس مشبهة أو مجسمة ولا نقول بقول في صفات الله إلا ولنا فيه مستند من الكتاب والسنة ولا نبالي بمخالفة من خالفنا كائنا من كان
------------------
حب الصحابة كلهم لي مذهب ومودة القربى بها اتوسل
محب السنة
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا كنت تعتقد بأن كل صفات التجسيم لله تعالى التي وردت في التوراة صحيحة .. فهذا كارثة في عقيدتك في الله يامحب السنة !!
العاملي
إلى العاملي هدانا الله وإياه للحق أرجو أن تفهم كلامي على وجهه الصحيح وفق ما أردت به وقد حرصت على أن يكون في غاية الوضوح
أنا لا آخذ عقيدتي إلا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فقط وإذا وافقهما ماجاء في التورة أخذت به ليس لأنه جاء في التوراة ولكن لأنه وافق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولعلمك فإني قد قرأت التوراة ووجدت فيهامن الباطل والتحريف مالا يحصى واليهود لا شك أنهم يشبهون الله تعالى بخلقه في مواضع عديدة من كتابهم المحرف بل إن أول صفحة في سفر التكوين تصرح بعجز الله تعالى وأنه استراح يوم السبت بعد خلق السموات والأرض تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا وعليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة ولكن وجدت فيها بقايا من الوحي مما لم تطله يد التحريف وإن كان لا يسلم بالكلية من بعض التغيير فانظر مثلا موقف بني إسرائيل من موسى كما هو مدون في سفر الخروج وقصة أيوب ويوسف وما جاء في سفر التثنية من الأحكام المشددة التي أخبر عنها القرآن وغير ذلك فنحن نقبل ما يصدقه القرآن ونرفض ما خالف القرآن وما استقلت به التوراة فمعاذ الله أن نأخذ عقيدتنا منه وما أراده شيخ الإسلام ابن تيمية من قوله بأن التوراة جاء فيها إثبات بعض الصفات لله تعالى هو مضمون ما ذكرته هنا أظنه لا مجال للتشكيك في ما قلته بعد هذا الإيضاح
------------------
حب الصحابة كلهم لي مذهب ومودة القربى بها اتوسل
محب السنة
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر لله أنه ثبت لي أنك تخالف ابن تيمية في اعتقادك بتحريف صفات الله تعالى في التوراة ..
أرجو أن تتأمل في كلامه التالي ، ولا تحاول التأويل والتبرير ، فهو واضح صريح !!
قال في كتاب ( العقل في فهم القرآن ص 89 : ومن المعلوم لمن له عناية بالقرآن أن جمهور اليهود لا تقول إن عزير ابن الله وإنما قاله طائفة منهم ، كما قد نقل أنه قال فنحاص بن عازورا أو هو وغيره ، وبالجملة إن قائلي ذلك من اليهود قليل ، ولكن الخبر عن الجنس كما قال الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم . فالله سبحانه بين هذا الكفر الذي قاله بعضهم وعابه به . فلو كان ما في التوراة من الصفات التي تقول النفاة إنها تشبيه وتجسيم ، فإن فيها من ذلك ما تنكره النفاة وتسميه تشبيها وتجسيما ، بل فيها إثبات الجهة وتكلم الله بالصوت وخلق آدم على صورته ، وأمثال هذه الأمور . فإن كان هذا مما كذبته اليهود وبدلته كان إنكار النبي صلى الله عليه وسلم لذلك !! وبيان ذلك أولى من ذكر ما هو دون ذلك ، فكيف والمنصوص عنه موافق للمنصوص في التوراة ، فإنك تجد عامة ما جاء به الكتاب والأحاديث في الصفات موافقا مطابقا لما ذكر في التوراة !!!
وقد قلنا قبل ذلك إن هذا كله مما يمتنع في العادة توافق المخبرين به من غير مواطأة . وموسى لم يواطئ محمدا ، ومحمد لم يتعلم من أهل الكتاب !! فدل ذلك على صدق الرسولين العظيمين وصدق الكتابين الكريمين !! وقلنا إن هذا لو كان مخالفا لصريح المعقول لم يتفق عليه مثل هذين الرجلين اللذين هما وأمثالهما أكمل العالمين عقلا ، من غير أن يستشكل ذلك وليهما المصدق ولا يعارض بما يناقضه عدوهما المكذب ، ويقولان إن إقرار محمد صلى الله عليه وسلم لأهل الكتاب على ذلك من غير أن يبين كذبهم فيه دليل على أنه ليس مما كذبوه وافتروه على موسى !! مع أن هذا معلوم بالعادة فإن هذا في التوراة كثير جدا وليس لأمة كثيرة عظيمة منتشرة في مشارق الأرض ومغاربها غرض في أن تكذب من تعظمه غاية التعظيم بما يقدح فيه وتبين فساد أقواله !!! ولكن لهم غرض في أن يكذبوا كذبا يقيمون به رياستهم وبقاء شرعهم والقدح فيما جاء به من ينسخ شيئا منهم كما لهم غرض في الطعن على عيسى ابن مريم وعلى محمد صلى الله عليهما وسلم !!!! انتهى .
فما رأيك ، أو أنك تريد أصرح من هذا ؟!!!
العاملي
الكلام الذي نقلته من كتاب درء تعارض العقل والنقل يبدأ من ص (88) وليس مما سميته : العقل في فهم القرآن ص (89) ولكي يكون النقل صحيحا والاستشهاد به في محله لابد من معرفة سياق الكلام وما أورد من أجله فشيخ الإسلام يرد بهذا الكلام على فخر الدين الرازي الذي ينكر علو الله تعالى وقد رد عليه شيخ الإسلام من خمسة وجوه واستطرد شيخ الإسلام في رده وكعادته رحمه الله في استقصاء الأدلة النقلية والعقلية ولم يقل شيخ الإسلام إن كل ما في التوراة صحيح بل بين أن فيها ما يوافق ما عليه المسلمون من إثبات بعض الصفات وهذا ظاهر من قوله : فلو كان ما في التوراة من الصفات - من تفيد التبعيض- التي تقول النفاة إنها تشبيه وتجسيم ، فإن فيها من ذلك ما تنكره النفاة وتسميه تشبيها وتجسيما ، بل فيها إثبات الجهة وتكلم الله بالصوت وخلق آدم على صورته ، وأمثال هذه الأمور . فهو يذكر أن في التوراة ما جاءت الآيات والأحاديث مصدقة له ويبين أن أحبار اليهود كانوا يذكرون بعض ذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن ينكر عليهم ولم يكذبهم مما يعني أنه من بقايا الوحي الذي أنزل على موسى صلى الله عليه وسلم وقد ذكر رحمه الله بعد صفحات (92-93) كلاما فيه تشبيه لله تعالى بخلقه مما يردُ مثله كثير في كتبكم وتتهمون به أهل السنة أنهم يصفون الله تعالى به وبين أن ذلك من الباطل فقال : واخرون من الزنادقة والملاحدة كذبوا أحاديث مخالفة لصريح العقل ليهجنوا بها الإسلام ويجعلوها قادحة فيه مثل حديث عرق الخيل الذي فيه أنه خلق خيلا فأجراها فعرقت فخلقت نفسه من ذلك العرق فخلق نفسه من ذلك العرق فإن هذا الحديث وأمثاله لا يكذبه من يعتقد صدقه لظهور كذبه وإنما كذبه من مقصوده إظهار الكذب بين الناس كما يقولون إنه وضعه بعض أهل الأهواء ليقول إن أهل الحديث يروون مثل هذا ومع هذا فكل أهل الحديث متفقون على لعنه من وضعه ومما يشبه ذلك حديث الجمل الأورق وأنه ينزل عشية عرفة على جمل أورق فيصافح المشاة ويعانق الركبان وحديث رؤيته لربه في الطواف أو رؤيته ليلة المعراج بعين رأسه وعليه تاج يلمع بل وكل حديث فيه رؤيته لربه ليلة المعراج عيانا فإنها كلها أحاديث مكذوبة موضوعة باتفاق أهل المعرفة بالحديث لكن الذين وضعوها يمكن أنهم كانوا زنادقة فوضعوها ليهجنوا بها من يرويها ويعتقدها من الجهال ويمكن أن الذين وضعوها كانوا من الجهال الذين يظنون مثل هذا حقا وأنهم إذا وضعوه قووا الحق كما وضع كثير من هؤلاء أحاديث في فضائل الصحابة أبي بكر وعمر وعثمان لا سيما ما وضعوه في فضائل علي من الأكاذيب فإنه لا يكاد يحصى مع أن في فضائلهم الصحيحة ما يغني عن الباطل ومثل ما وضعوه في مثالبهم لا سيما ما وضعته الرافضة في مثالب الخلفاء وغيرهم فإن فيه من الأكاذيب ما لا يحصيه إلا الله
ثم إن كلام شيخ الإسلام واضح صريح لمن تدبره وقرأه من أوله ولا يحتاج إلى تأويل وما أكثر المواضع التي يرد فيها شيخ الإسلام على المشبهة والمجسمة ولا أظنه يخفى عليك ذلك
| |
| | | الشيخ عودة العقيلى Admin
عدد المساهمات : 7661 العمر : 63
| موضوع: رد: من اقوال الشيعة الإثنين ديسمبر 02, 2013 2:59 pm | |
| دراسة شاملة حول أثر قول ابن عمر : (يا محمد) وتضعيف العلماء .. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين , محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلي يوم الدين , ورضي الله عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة أجمعين , أما بعد : فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , وشر الأمور محدثاتها , وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار , وأصلي وأسلم على النبي العدنان المرسل رحمةً للبشرية والأكوان قال الله تبارك وتعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً " , وقال الله جل في علاه : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُور " وقال جل في علاه في سورة آل عمران : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ " أما بعد فإن الله تبارك وتعالى أمرنا الإلتزام بعبادتهِ , والتوسل بهِ , ولكن الرافضة شذت عن الأصول الثابتة بما ذهبت إليه من الإعتقاد المخالف للمسلمين والله المستعان , ومن هذه الآثار التي حاول الرافضة الإستدلال بها لأثبات التوسل بالأموات حديث [ خدرت رجل إبن عمر ] وأستغرب حقيقة من هذه الأفهام المضطربة ... !! أخرج البخاري في الأدب المفرد (1/335) حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال : خدرت رجل بن عمر فقال له رجل اذكر أحب الناس إليك فقال محمد 438 باب . قال الشيخ الألباني في التعليق [ ضعيف ] . قلتُ : قال إبن معين في التاريخ برواية الدوري (4/24) : [ سمعت يحيى يقول الحديث الذي يروونه خدرت رجل بن عمر وهو أبو إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قيل ليحى من عبد الرحمن بن سعد قال لا أدري شك العباس سعيد أو سعد ] وفيهِ أبي إسحاق السبيعي وهو مدلسٌ مشهور وقد عنعن في الحديث فلا يصح , وعبد الرحمن بن سعد هذا لم أعرفهُ . والحديث أخرجهُ في مسند الجعد (1/369) وإبن عساكر في تاريخ دمشق (31/177) , وإبن سعد في الطبقات (4/154) , وإبراهيم الحربي في غريب الحديث (2/674) , وإبن السني في عمل اليوم والليلة , وكما قلنا البخاري في الأدب المفرد (1/335) . قلتُ : وأبي إسحاق السبيع ( مدلس ) , وعبد الرحمن بن سعد ذكره المزي في تهذيب الكمال وقال روى له البخاري في الادب موقوفاً عليه وتفرد بهِ ولم نعرف حالهُ , فالرجل لا يعرف حالهُ لا من قريب ولا من بعيد , والأغرب محاولة الصوفية تصحيح الأثر بقولهم أنهُ من رجال البخاري في [ الأدب المفرد ] وأقول هل إشترط الإمام البخاري الصحة الكاملة كما فعل في [ الصحيح الجامع ] إن كان الصوفية لديهم العلم في هذه المسألة فليفيدوننا , نقل الحافظ إبن حجر رحمه الله تعالى أن النسائي وثقهُ بل هو مجهول الحال لا يعرفُ حالهُ إلا من ترجمة إبن حجر وذكر توثيق النسائي لهُ قلتُ لا أعرف ولا يخفى أن للحديث طرق أخرى سنبينها بحول الله تعالى . الطريق الثاني : حدثنا محمد بن خالد بن محمد البرذعي ، ثنا حاجب بن سليمان ، ثنا محمد بن مصعب ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الهيثم بن حنش ، قال : كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، فخدرت رجله ، فقال له رجل : " اذكر أحب الناس إليك . فقال : يا محمد صلى الله عليه وسلم . قال : فقام فكأنما نشط من عقال " قلتُ وفي هذا الحديث نظر . قلتُ : أخرجهُ إبن السني في عمل اليوم والليل (1/320) , وفي الأذكار (1/305) وقال [ ضعيف ] كما في الأذكار للنووي إن لم تخني ذاكرتي والله أعلم بالصواب في هذا , وفي تحفة الذاكرين للشوكاني رحمه الله تعالى (1/307) , بإسنادهِ كما تقدم أعلاهُ والحديث ضعيف الإسناد لا إعتبار بهِ , بل ساقط فقد ضعفهُ [ النووي ] رحمه الله تعالى رحمةً واسعة . أخرجه ابن السني في (اليوم والليلة) (169) ، من طريق محمد بن مصعب ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الهيثم بن حنش ، قال : كنا عند عبد الله بن عمر .. فذكره .ومحمد بن مصعب هو القرقساني ، ضعيف , وأبي إسحاق السبيعي ( مدلس ) وإسرائيل لا يدرى إن كان سمع منهُ قبل أو بعد الإختلاط وقد عنعن أبي إسحاق السبيعي فالحديث ضعيف الإسناد لا يستقيم . الطريق الثالث : من حديث أبي شعبة , اخرجهُ إبن السني في عمل اليوم والليلة حدثني محمد بن إبراهيم الأنماطي ، وعمرو بن الجنيد بن عيسى ، قالا : ثنا محمد بن خداش ، ثنا أبو بكر بن عياش ، ثنا أبو إسحاق السبيعي ، عن أبي شعبة ، قال : كنت أمشي مع ابن عمر رضي الله عنهما ، فخدرت رجله ، فجلس ، فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك . فقال : " يا محمداه فقام فمشى " قلتُ : وهذا الحديث ضعيف الإسناد , عمرو بن الجنيد بن عيسى [ لم أعرفهُ ] وفيهِ أبو إسحاق السبيعي [ مدلس مشهور وقد عنعن في الحديث ] , ومحمد بن إبراهيم الأنماطي قال أبو حاتم الرازي في الجرح والتعديل (7/187) : [ أدركتهُ ولم أكتب عنهُ ] , والحديث أخرجهُ غير واحد من أهل العلم من طريق [ الهيثم بن الحنش ] وقد تكلمنا في هذا الحديث ومن أخرجهُ بهذا الطريق في الكلام أعلاه , وأما [ عبد الرحمن بن سعد القرشي ] يحيى بن معين [ لم يعرفهُ ] ونقل ابن حجر توثيق النسائي ولم يثبت أن النسائي وثقه أو أخرج لهُ حتى في السنن , وأما سفيان الثوري وإن كان سمع من أبي إسحاق قبل الإختلاط , فإن أبي إسحاق مدلس وقد عنعن وإسرائيل سمع منهُ الحديث قبل الإختلاط , فلا يصح الاثر حتى بهذا الطريق , وقد حاول الصوفية والمبتدعة تصحيح الحديث للإستئناس , وهذا لا يصح ولا يثبت بل إن كانت رواية سفيان قبل الإختلاط فلا تصح وما اخرجهُ العلماء بنفس الإسناد أيها الجهلة وفي الإسناد ضعفٌ شديد . قال الرافضي أن هناك من أعلام الحديث من صحح هذا الأثر وسأوردُ ما قالهُ الرافضي وأعلق عليه بحول الله تعالى . أبو إسحاق السبيعي مدلّس وقد عنعنه. قال بتدليسه: النّسائي، وابن حبان، كما أنه أُورِد في: (طبقات المدلّسين)، و(التبيين لأسماء المدلّسين)، وغيرها , ويجبُ ملاحظة أن السبيعيّ اختلط بآخره، فليتنبّه لذلك من أراد النظر في رواية الأثر عن ابن عبّاس. وقد سبق وأن ذكرنا موقف الإمام الألباني رحمه الله تعالى : " ضعّف العلامة الألباني -رحمه الله- الحديثَ في (ضعيف الأدب المفرد) برقم (964)، وتكلّم عليه في (تخريج الكلم والطيّب) " مع التنبيه أني إستفيدُ من كلام بعض طلبة العلم في هذا الأثر . قال الشيخ هيثم : " لو قلنا بأن الأثر صحيحٌ، حيث أنّ أحداً لم يصرّح بتدليس السبيعي في هذا الحديث بالذات، فإنه ليس فيه دليل على مطلب القائلين بجواز دعاء النبي الكريم بعد وفاته، لأنّ فعل ابن عمر هذا كان من قبيل العادات العربية وقتئذٍ، وليست له خلفيّة شرعيّة.فقد كان من عادات العرب قبل الإسلام وبعده أنه إذا خدرت رِجل أحدهم أن يذكرَ اسم شخصٍ يحبّه حتى يزول الخدر، ظانّين أنّ ذلك نوع من العلاج يساعد في سريان الدم إلى الرجل المخدورة. من ذلك قول الشاعر: رُبَّ مُحبٍ إذا ما رجله خدرت *** نادى كُبيْشة حتى يذهب الخدرُ وقول أخر: أما تجزيَن من أيام مَرْء *** إذا خدرت له رجل دعاكَ؟ وقال ثالث: أَثيبي هائماً كَلِفاً مُعَنّى *** إذا خدرت له رجلٌ دَعاكِ وفِعْل ابن عمر هو من هذا القبيل، من العادات المحضة، وليس من المشروع في نفسه. فإن قال قائل: ما كان البخاري ليذكرَ الأثرَ في (الأدب المفرد) لولا دلالةً شرعيةً رآها فيه؟ (وهي من حجج الأحباش).قلت: ليس كذلك، فإن البخاري (رحمه الله) أورد أحاديث كثيرة في (الأدب المفرد) من قبيل ذكر العادات الحسنة والآداب الرفيعة، مما ليس مشروعاً في نفسه.من ذلك تبويبه بـ: (باب الرجل يكون في القوم فيبزق)، و(باب من أدلى رجليه إلى البئر إذا جلس وكشف عن الساقين)، و(باب الجلوس على السرير). وهذه كلّها عادات وآداب وسلوكيّات لا أكثر. فقد تكلم عن هذا الأثر الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد - شفاه الله وعافاه - في كتابه الماتع (( تصحيح الدعاء )) في صفحة ( 362 ) ، وقد ذهب إلى تضعيفه . وقد ذهب إلى تصحيحه الشيخ العلامة عبد الله ين عبد الرحمن السعد - حفظه الله - ، وقد سئل عن كون هذا من الاستغاثة ، فأجاب : هذا غير صحيح , والاولى بهذا الحديث أن يقال علتهُ الإضطراب , مع العلم أن أبي إسحاق السبيعي معروف بالتدليس , وكان قليل الرواية عن عبد الرحمن , وكنتُ قد ذكرت في بداية الكلام أن عبد الرحمن بن سعد لم يعرف , وعدم معرفة إبن معين لا تضرهُ لن غيرهُ عرفهُ وهو قد وثقهُ إبن حبان رحمه الله تعالى , والخلاصة أن هذا الحديث متكلم في متنهِ أكثر . أقول ففي الحديث أمران مهمان وجب التنبيه لهما . 1) صحح الحديث بعض أهل العلم مع الكلام حول المتن بأن هذا لا يصلح أن يكون شاهداً على جواز التوسل بالأموات , وقد ضربنا مثالاً , وقد تعرضتُ للتضعيف والتوثيق والكلام حول المتن , والصريح في مثل هذا الإختلاف بين أهل العلم إلا أن الإمام الألباني وأعلام ذهبوا إلي ضعف هذا الحديث , ولكن تصحيح من صحح الخبر وسكت عنهُ ولا أعرف متى أصبح سكوت الإمام النووي توثيق للحديث وتصحيح وقولي صحح بعضهم ليس بالعدد الكثير خلاف ما ذهب إليه كثير من المعاصرين والعلة في إضطرب الحديث , ولم يصرح أحد أن أبي إسحاق دلس ولكن ضعفهُ اعلام المتأخرين . 2) ضعف الحديث جمع من أهل العلم , كالألباني و بن زيد وبن سعد وهم من كبار المحدثين , وقد ضعفهُ غير واحد من المحدثين كما في كتب المتقدمين وأما من ذهب إلي تصحيح الخبر قول العلامة " الحويني " أطال الله عمرهُ في الفتاوي الحديثية : " عن الهيثم بن حنش قال : كنا عند عبد الله بن عمر ، رضي الله عنهما ، فخدرت رجله ، فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك ، فذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، فكأنما نشط من عقال ؟ الجواب : أخرجه ابن السني في (اليوم والليلة) (169) ، من طريق محمد بن مصعب ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الهيثم بن حنش ، قال : كنا عند عبد الله بن عمر .. فذكره .ومحمد بن مصعب هو القرقساني ، ضعيف . وقد خولف إسرائيل ، خالفه سفيان الثوري ، فرواه عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن سعيد قال : خدرت رجل ابن عمر ، فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك ، فقال : محمد .أخرجه البخاري في (الأدب المفرد) (964) ، قال : حدثنا أبو نعيم : ثنا سفيان به ، والثوري أثبت في أبي إسحاق من إسرائيل ، وعبد الرحمن بن سعد ثقة ، فهذا الوجه قوي . وقد رواه أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق ، عن أبي سعد قال : كنت أمشي مع ابن عمر ، وذكر نحوه ، أخرجه ابن السني (167) ، والمعتمد رواية الثوري . والله أعلم " أهـ . قلتُ رضي الله عنك الإختلاف في تصحيح الحديث لا شك أنهُ واقع فقد راى الإمام الألباني ضعف هذا الحديث وقد رأى ذلك غيرهُ , وأذكر أني قرأت للشيخ التميمي كلاماً حول هذا وهو كالتالي , والأصل عندي ضعف هذا الخبر وإن كان متنهُ لا يثبت التوسل بالأموات كما سنبين بإذن الله تعالى عقب الرد على الرافضي . هذا الخبر عن ابن عمر رضي الله عنهما ضعيفٌ جداً لا يصح ولا يثبت، وفيه من العلل ما تنسفه نسفاً، وترده ردا. فهو مما تفرد به إسحاقٌ السبيعي رحمه الله، حمله عنه كلٌ من: - [زهير بن معاوية].. والراوي عنه؛ هو: [علي بن الجعد].. والراوي عنه السبيعي عنده: [عبد الرحمن بن سعد]. - [سفيان الثوري].. والراوي عنه؛ هو: [أبو نعيم الفضل بن دكين].. والراوي عنه السبيعي عنده: [عبد الرحمن بن سعد]. - [سفيان وزهير] مقرونين.. والراوي عنهما؛ هو: [أبو نعيم الفضل بن دكين].. والراوي عنه السبيعي عنده: [عبد الرحمن بن سعد]. - [شعبة].. والراوي عنه؛ هو: [عفان بن مسلم].. والراوي عنه السبيعي عنده: [مجهول لا يعرف لم يُسَمْ]. - [إسرائيل بن يونس].. والراوي عنه؛ هو: [محمد بن مصعب].. والراوي عنه السبيعي عنده: [الهيثم بن حنش]. - [أبو بكر بن عياش].. والراوي عنه؛ هو: [محمد بن خداش].. والراوي عنه السبيعي عنده: [أبو شعبة] وفي نسخة [أبو سعيد]. فاتفق سفيان وزهير، وخالف شعبة وإسرائيل وأبو بكر.. وهذه العلة كافية وحدها لنسف القصة لاضطرابها، فإن أبا إسحاق السبيعي قد اختلط في أخرة فأصبح لا يميز.. وهذه العلة وحدها كافية في إسقاط هذا الخبر. ولا يمكن أن نقدم ونرجح طريقٌ على طريق والحالة هذه إطلاقاً.. فإذا كان قدما أصحابه وأوثقهم قد اختلفوا في التعيين = فمن باب أولى اختلاف من هم دونهم ممن روى عنه هذا الخبر.. وقد قلت قبلُ: وهذه العلة وحدها كافيةٌ في نسف وإسقاط هذا الخبر. ثانياً: عنعنة إسحاق وتدليسه.. ففي جميع الطرق كلها لم يصرح بالتحديث في شيء منها إطلاقاً.. وهذه علة أخرى لا يستهان بها في رد هذا الخبر ونسفه.. فإن السبيعي رحمه الله قد أكثر من الرواية عن أناس لا يعرفون، ومنهم من هو ضعيف قد تفرد بالرواية عنهم. ثالثاً: [محمد بن مصعب]: منكر الحديث، كثير الغلط، وكان مغفلا، قد ضعفه جماعة من الأئمة، ومشاه آخرون بشرط الموافقة لمن هو أوثق منه. [الهيثم بن حنش]: مجهولٌ لا يعرف.. وليس من أهل الرواية والتحديث. [أبو بكر بن عياش]: متكلمٌ فيه.. وكان كثير الخطأ، وقد اختلط في أخرة، وإذا روى عنه الضعفاء والمجاهيل فليس حديثه بشيء؛ وهنا الراوي عنه هو: [محمود بن خداش]: مجهولٌ لا يعرف حاله ولا عينه. فهل مثل هؤلاء يقبل منهم هذا الخبر ويجعل دينٌ عند عباد الأموات والقبور؟!! ولا غرو في ذلك.. فقد قبلها قبلهم كبراؤهم من قبلهم أمثال داود بن جرجيس وزيني دحلان ومن على شاكلتهم.. فهؤلاء امتداد أولئك. رابعاً: أما رواية ابن عباس رضي الله عنهما؛ فهي وحدها آفة من الآفات، وعجيبة من العجائب، فهي من طريق الوضاع الكذاب الهالك المجمع على تركه [غياث بن إبراهيم النخعي].. ناهيك عن عدم حبكه لسند ومتن الخبر؛ ففيه من الركاكة ما يبصرها الأعشى.وقد ذكر ابن علان احتمالاً بعيداً جداً في محاولة الجمع بين الوجهين وأن المبهم هنا هو المصرح به هناك، والمبهم هناك هو المصرح به هنا؛ وأنهما قصة واحدة.. وهذا غير صحيح؛ فإن كان = فهو دليلٌ آخر على سقوط هذا الخبر وتهافته. خامساً: على التسليم جدلاً.. فإن هذا الخبر ليس فيه دليلٌ على الاستغاثة والتوسل، بل غايته ذكر المحبوب الأول للنفس ودعوته بالنداء باسمه، لتكسن النفس من شغل بالها بخدر الرجل وتطمئن، فينشغل الذهن بذكر هذا المحبوب حتى تتحرك الرجل متناسياً صاحبها خدرها بصرف ذهنه لنداء محبوبه وذكره. قال فضل الله الجيلاني: (وعلى كل حال فصورة النداء في بعض الروايات ليس على حقيقته، ولا يتوهم أنه للاستعانة أو الاستغاثة، وإنما المقصود إظهار الشوق وإضرام نار المحبة، وذكر المحبوب يسخن القلب وينشطه فيذهب انجماد الدم فيجري في العروق، وهذا هو الفرح، والخطاب قد يكون لا على إرادة الإسماع). وقال أبو علي الشوكاني: (وليس في هذا ما يفيد أن لذلك حكم الرفع، فقد يكون مرجع مثل هذا التجريب، والمحبوب الأعظم لكل مسلم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فينبغي ذكره عند ذلك كما ورد ما يفيد ذلك في كتاب الله سبحانه وتعالى مثل قوله: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} وكما في حديث: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب أليه من أهله وماله والناس أجمعين". وأما أهل علم الطب فقد ذكروا أن سبب الخدر اختلاطات بلغمية ورياحات غليظة). فيقال لهذا المستدل: أن غاية ما ورد فيه أنه ذكر للمحبوب، لا نداء طلب حاجة، وغوث، ومدد.. وإلا للزم من ذلك أن كل من ذكر محبوبه فقد استغاث به وتوسل به، وهذا من الباطل والمحال. قال الإمام العالم العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين رحمه الله تعالى: (واحتج المعترض بما روي أنه قيل لابن عمر - حين خدرت رجله -: اذكر أحب الناس إليك. وأن ابن عباس قاله لآخر. فقال أحدهما: محمد. وقال الآخر: يا محمد. وليس له في هذا حجة على طلب الحاجات من الأموات والغائبين. والقائل لم يقل: ادع أحب الناس إليك. والمقول له لم يقل: يا محمد أزل خدر رجلي. فإن صح الأثر؛ فلعل المعنى في ذلك: أنه توسل إلى الله بمحبة نبيه. وأحدهما لم يأت بحرف النداء، وذكرها أحدهما، فلعل هذا مثل قولنا: السلام عليك أيها النبي، السلام عليك يا رسول الله. وخدر الرجل من نوع الضر، والمحتج بذلك يحتج به على جواز طلب كشف الضر من النبي صلى الله عليه وسلم وغيره، وقد قال الله تعالى: {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا} أي: لا أقدر على كشف ضر نزل بكم، ولا جلب خير إليكم. أي: إن الله يملك ذلك لا أنا. وقال: {قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا}. وقد ذكرنا فيما تقدم أن مفسري الصحابة والتابعين ذكروا أن الآية نزلت فيمن يعبد الملائكة والمسيح وأمه وعزيرا والجن. والآية تعم كل مدعو من دون الله. فإذا كان الملائكة الذين يكونون وسائط فيما يقدّره الله بأفعالهم = لا يملكون كشف الضر عمن دعاهم ولا تحويله من حال إلى حال؛ فغيرهم أولى. فإذا كان هؤلاء المذكورون لا يستجيبون لمن دعاهم فهم داخلون تحت قوله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} وغيرها من الآيات، فكيف تعارض نصوص القرآن بمثل ذلك. ومضمون دعوى المحتج بذلك: أن الشفاء يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم، وكان في رقية النبي للمريض: اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك. فالمحتج بهذا الأثر على ما ادعاه = معارض لنصوص القرآن والسنة، مكذب لله ورسوله فيما ذكرنا من الآيات والحديث. ولو قال من خدرت رجله: أعوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم من شر ما أجد = صار مستعيذا بمخلوق. ونص العلماء أن الاستعاذة لا تجوز بمخلوق، والاستعاذة نوع من الدعاء كما مر تقريره. فلو قال من أصابه ما يكره: أعوذ بمحمد مما أجد، وأسأله كشف ما أجد، أو أشكو إليه ما أجد = كان المعنى في جميع هذه العبارات واحدا؛ إذ المعنى: أطلب إزالة ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم. وابن القيم ذكر هذا الأثر، فلو كان فيه شبهة تعارض ما كان يقرره من أن دعاء غير الله والاستغاثة به شرك = لبين ذلك. ورأيت من جملة فتاوى للقاضي أبي يعلى؛ منها: أنه سئل عمن يقول: يا محمد، يا علي، فقال: هذا لا يجوز لأنهما ميتان. وقول المعترض: أوليس ابن تيمية قد عذر المتأول والمقلد وقال: أنه يغفر للجاهل ما لا يغفر لغيره. فيقال لهذا: إنما يورد كلام الشيخ هذا من يوافق على تحريم الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات وأن ذلك شرك. ثم يقول: لعله يغفر للجاهل ونحوه. وأما من ينكر قول الشيخ في ذلك، ويبدع من قال بقوله أو يكفره = فلا يتوجه له القول بعذر المذكورين، لأنه يقول إنهم غير مخطئين، بلمأجورين لامتثالهم أمر الله في قوله: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} في زعم هذا المحرف لكلام الله، فلا وجه لطلب العذر لهم. وما قاله الشيخ رحمه الله في هذا الباب؛ أعني باب التوحيد ليس باجتهاد منه، لكنه بين ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وإجماع العلماء، فرحمه الله ورضي عنه. والشيخ قال: وقد يفعل الرجل العمل الذي يعتقده صالحا ولا يكون عالما أنه منهي عنه، فيثاب علي حسن قصده ويعفى عنه لعدم علمه، وهذا باب واسع. قال: ويغفر للجاهل ما لا يغفر لغيره. مراده: في الجملة لا في التفصيل، ولهذا قال رحمه الله في شرح العمدة في أثناء كلام سبق: فكل رد لخبر الله أو أمره فهو كفر دق أو جل، لكن يعفى عما قد خفيت فيه طرق العلم وكان أمرا يسيرا في الفروع، بخلاف ما ظهر أمره وكان من دعائم الدين من الأخبار والأوامر. وقد قال رحمه الله: إن الشرك لا يغفر ولو كان أصغر. ونقل ذلك عنه تلميذه صاحب الفروع فيه؛ قال: ذلك والله أعلم لعموم قوله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}. وقال في الرسالة السنية: فكل من غلا في نبي أو رجل صالح وجعل فيه نوعا من الإلهية مثل أن يدعوه من دون الله بأن يقول: يا سيدي فلان أغثني، أو أجبرني، أو توكلت عليك، أو أنا في حسبك، فكل هذا شرك وضلال يستتاب صاحبه فإن تاب و إلا قتل. وكذلك قال في مسألة الوسائط: إن فاعل ذلك يستتاب فإن تاب و إلا قتل. وعموم قول الله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} يتناول كل مشرك. والفقهاء من جميع المذاهب يذكرون في باب حكم المرتد أن من أشرك بالله كفر، ويحتجون بهذه الآية ونحوها، ولم يحرجوا الجاهل من العموم وقال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}. وقال: {فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمْ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمْ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ}. قال ابن جرير: وهذا من أبين الأدلة على خطأ من زعم أن الله لا يعذب أحدا على معصية ركبها أو ضلالة اعتقدها إلا أن يأتيها بعلم منه، لأنه لوكان كذلك لم يكن بين فريق الضلالة الذي ضل وهو يحسب أنه مهتد وفريق الهدى فرق، وقد فرق الله بين أسماءها وأحكامها في هذه الآية. انتهى وليس كلامنا في هذا الموضع في هذه المسألة وإنما الكلام مع هؤلاء الضلال الدعاة إلى الشرك الملبسين على الناس دينهم المفترين على الله الكذب المضلين للناس بغير علم. وذكر المعترض أن في تاريخ ابن كثير أن الصحابة كان شعارهم في الحرب يا محمد. وفي تاريخ آخر أن بعض المسلمين من التابعين أسرهم الكفار وألقوهم في القدور فنادوا يا محمداه. وأن خبيبا رضي الله عنه لما مثل به الكفار قال: يا محمد. فهذه هي وأشباهها حجة هذا المبطل وشيعته، وهذه التواريخ وأشباها فيها الصدق والكذب وأكثرها يحكى بغير إسناد، ولو كان ما ذكر في هذه التواريخ ونحوها حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم بغير سند متصل صحيح لم يحكم به في فلس. والحكاية الأولى أن هذا كان شعارهم في الحرب، لم يقل أنهم كانوا يستغيثون به في الحرب، ولا أنهم يدعونه، بل قال: هذا شعارهم في الحرب. فلا شبهة لك فيه لأنهم كانوا يستعملون الشعار في الحرب باسمأو كلمة ليعرف بعضهم بعضا كما روي أن شعارهم في بعض غزواتهم حم لا ينصرون، وفي بعضها أمت أمت. وما ذكر عن الذين كانوا في زمن التابعين أنهم قالوا يا محمداه = حكاية بغير إسناد عمن لم يعرف من هم. وما حكي أن خبيبا قال: يا محمد. إن صح فهذا ونحوه يقوله الإنسان توجعا لفراق حبيبه، ولا يشك عاقل أن خبيبا وأشباهه لا يستغيثون بالنبي صلي الله عليه وسلم في تلك الحال وهو لا يسمع كلامهم، كيف وقد قال لهم صلى الله عليه وسلم لما استغاثوا به على رجل عنده في المدينة؛ قال: "إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله عز وجل"، ولكن صاحب الباطل يروج على الناس ويلبس عليهم بكل ما يقدر عليه، ولو لا إتباع الهوى ما عارض بحكاية عن أعرابي، أو عن تاريخ لا يعرف غثه من سمينه، مع أنه ليس له فيما يحكيه حجة على باطله ومع ذلك يعارض به نصوص القرآن كقوله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنْ الظَّالِمِينَ} {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} {قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا} فإذا كان الملائكة المقربون لا يملكون كشف الضر عمن دعاهم ولا تحويله فنبينا صلى الله عليه وسلم كذلك لا يكشف الضر عمن دعاه ولا تحويله، فلو كان يملك شيئا من ذلك لطلب أصحابه الذين هم أعلم الناس بالله وبرسوله وبدينه ذلك منه، مع أن عموم هذه الآيات وغيرها تتناوله كغيره، لا يشك في هذا عاقل سليم الفطرة فضلا عن العالم المنصف، هذا مع قولهسبحانه في حق نبينا خاصة ما ذكره في كتابه كقوله: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} وقوله: {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا} أي: لا أقدر على كشف ضر نزل بكم ولا إيصال نفع إليكم، أي: لا يملك ذلك إلا الله. فمن زعم أن غير الله يطلب منه ذلك = فهو مكذب لله وجاعل له شريكا في ذلك تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا. قال المعترض: فدل على أن نداء النبي صلى الله عليه وسلم في الشدائد أمر معهود. يعني الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم، وإنما عبر بالنداء طردا لقوله الباطل المتناقض: إن طلب المخلوق من المخلوق يسمى نداء لا دعاء. وقد بينا بطلان قوله هذا ومخالفته للكتاب والسنة وإجماع العلماء والنحويين، وأن الدعاء بطلب رفع المكروه أو دفعه يسمى استغاثة كما يسمى دعاء. فلما قال: إن نداء النبي صلى الله عليه وسلم في الشدائد أمر معهود؛ يعني أنه يطلب منه صلى الله عليه وسلم كشف الشدائد، فهذا حقيقة الاستغاثة، فليسميه المبطل نداء أو طلبا أو توسلا أو تشفعا أو ما شاء من الأسماء، فإن ذلك لا ينفعه ولا يغير الحكم، فهذا الضال يزعم أن الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم في الشدائد بعد موته أمر معهود، يعني معروف مشهور معمول به عند الصحابة والتابعين. فجعل هذا الصحابة والتابعين أشد غلوا في النبي صلى الله عليه وسلم من المشركين الأولين في الملائكة والأنبياء والجن والأصنام، لأن الله سبحانه أخبر في كتابه أن المشركين يخلصون الدعاء لله في حال الشدة وينسون آلهتهم من الملائكة والأنبياء والجن والأصنام قال سبحانه {وَإِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} وقال تعالى:{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} وقال: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمْ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ} وقال: {وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ}. {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا}. وقول هذا الرجل فيما تقدم: إن الله أمر بالطلب من الأموات والغائبين عام في الأوقات والأحوال والأشخاص، فيا لله لعقول ضلت حين لم يتبين لها ضلال هذا في غالب كلامه وخاصة في قوله: إن الله أمر بطلب الحاجات من الأموات والغائبين. فكما قدمنا إذا كان الله يحب ذلك = لأمره به في زعم هذا الضال، فالأولى ملازمة ذلك في الشدة والرخاء محافظة على ما يحبه الله في جميع الحالات. والموحدون يقولون الواجب على الناس إخلاص الدعاء لله وحده في الرخاء والشدة]، فلا يسأل إلا هو وحده، ولا تطلب الحاجات إلا منه، ولا يرغب إلا إليه وحده. والمشركون الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يخلصون الدعاء لله في الشدة وينسون غيره، ونصوص القرآن ناطقة بذلك. وهذا الملحد يقول: الاستمرار على الطلب من الأموات والغائبين في جميع الحالات أولى، لأن الله يحب ذلك، لأنه من الوسيلة التي أمر الله بها، فالمحافظة على ما يحبه الله أولى من الغفلة عما يحبه سبحانه وتعالى. فيا سبحان الله كيف يتلبس أمر هذا على عاقل سليم الفطرة؟! وما ذكره من قول صفية: ألا يا رسول الله كنت رجاءنا = فهذه حال من يبكي شخصا ويرثيه، يخاطبه مخاطبة الحاضر، وتذكر حاله صلى الله عليه وسلم معهم لأنه القائم بأمورهم فهو أبوهم خاصة وأبو المؤمنين عامة {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين. وقد حمى النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد أبلغ حماية حتى قال: " لا تجعلوا قبري عيدا". وقال: "لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد بل ما شاء الله ثم شاء محمد". وقال للذي قال له: ما شاء الله وشئت: "أجعلتني لله ندا"، فوازن بين قوله لمن قال ما شاء الله وشئت: أجعلتني لله ندا، وبين قول هذا الضال: إنه يستغاث به في الشدائد.. أليس هذا أولى بأن يقال له: أجعلتني لله ندا وقد قال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّه} أي: أءله مع الله يفعل هذا؟ والذي يقول إنه يستغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم في الشدائد _ بقوله: إن نداء النبي صلى الله عليه وسلم في الشدائد أمر معهود_ يقول إنه يجيب المضطر ويكشف السوء وإلا كانت الاستغاثة به عبثا باطلا. والمشركون يعترفون بأنه لا ينحي من الشدائد والضرورات إلا الله، ولهذا يخلصون الدعاء لله في هذه الأحوال لعلمهم أنه لا ينجي منها إلا الله قال الله تعالى: {وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} قال البيضاوي: دعوا الله مخلصين له الدين لزوال ما ينازع الفطرة من الهوى والتقليد بما دهاهم من الخوف الشديد. وقال أيضا على قوله: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} أي كائنين في صورة من أخلص دينه من المؤمنين ، حيث لا يذكروا إلا الله ولا يدعون سواه ، لعلمهم بأنه لا يكشف الشدائد إلا هو سبحانه. انتهى وقال النبي صلى الله عليه وسلم لحصين بن المنذر: "كم إلها تعبد؟ قال سبعة، ستة في الأرض وواحد في السماء. قال: فمن الذي تعد لرغبتك ورهبتك؟ قال: الذي في السماء". ولما أقبل برهة على مكة وهرب أهلها منها خوفا منه؛ قام عبد المطلب ونفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة، وأخذ عبد المطلب بحلقة باب الكعبة ويقول: يا رب لا أرجو لهم سواك *** يا رب فامنع منهم حماك إن عدو البيت من عاداك *** فامنعهم أن يخربوا قراك وإخبار الله سبحانه عنهم بالإخلاص في الكرب والشدائد كاف. فيا سبحان الله !! هؤلاء المشركون الذين نزل القرآن بتكفيرهم وإباحة دمائهم وأموالهم للمسلمين يعلمون بقلوبهم ويقرون بألسنتهم بأنه لا يكشف الشدائد إلا الله ويفزعون فيما يهمهم إلى الله وحده ويتركون الوسائط الذين اتخذوهم شفعاء لهم عند الله، قال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمْ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ}. وهذا الرجل الذي يسمى عالما يقول: إنه يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم كشف الشدائد وإنه يكشفها.. فلولا أنه يقول: إنه يكشفها؛ لِمً يُجَوِّزُ طلب كشفها منه؟ وكان طلب ذلك منه عناء بلا فائدة. ثم زعم أن الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم في الشدائد أمر مشهور معمول به عند الصحابة والتابعين. فنسب إلى خير القرون ما هم أبعد الناس عنه، ويكفي في إبطال شبهه كلها قول الله تعالى: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا} وهذا في حال حياته صلى الله عليه وسلم فكيف الحال بعد الموت؟ وهو أيضا لم يقتصر على النبي صلى الله عليه وسلم كما قرر في أوراقه هذه = أن الله أمر بطلب الحاجات من الأموات وأنهم أحياء في قبورهم، مع ما ضم إلى ذلك من دعواه إثبات التصرف المطلق للنبي وغيره في يوم القيامة، ودعواه علم الغيب للنبي صلى الله عليه وسلم، وما تضمنه كلامه من الكذب على الله وعلى رسوله وعلىالعلماء كما بيننا بعض ذلك فيما تقدم. وكذا ما في كلامه من التناقض والمعارضة الصريحة لكلام الله ورسوله، ثم العجب ممن تلقى كلامه بالقبول ولا رأوا بعض ما فيه من الفضائح التي ينكرها العامي سليم الفطرة، ولكن الأمر كما قيل: باطل وافق هوى، والهوى يعمي ويصم. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب). سادساً: أن هذا الخبر عام بذكر أحب الناس لمن خدرت رجله، فهو عام في الأشخاص، خاص بخدر الرِّجل.. وعليه فقد يذكر الإنسان من يحبه ولو كان هذا المحبوب فاسقاً، أو كافراً، فهل من يقول بصحته وصحة الاستدلال به على جواز أن يستغيث العبد بمن يحب؛ فهل ينزّل على كل من يحب؟ فإن قالوا: لا، فيقال لهم: فما وجه تخصيصه بالنبي صلى الله عليه وسلم مع كون الأثر لو صح = غير مخصوص بالنبي صلى الله عليه وسلم؟!
| |
| | | الشيخ عودة العقيلى Admin
عدد المساهمات : 7661 العمر : 63
| موضوع: رد: من اقوال الشيعة الإثنين ديسمبر 02, 2013 3:00 pm | |
| فلذلك كانت العرب في الجاهلية وبعدها؛ يفعلون مثل هذا الأمر من باب التجربة والاعتياد، قال في نشوة الطرب: (ويزعمون أن الرجل إذا خدرت رجله، فذكر أحب الناس إليه ذهب عنه الخدر). وقال الأصفهاني: (كانت العرب تقول: إن الإنسان إذا خدرت قدمه دعا باسم أحب الناس إليه فسكنت، وفي الخبر: أن رجل عبد الله بن عمر خدرت، فقيل له: ادع باسم أحب الناس إليك، فقال: يا رَسُول اللَّهِ صلى الله على رَسُول اللَّهِ وعلى آله وسلم). وقال البلاذري: (المدائني، عن مسلمة، قال: زحل أيوب بن سليمان وهو عند أبيه، فقال له: مالك يا بني؟ قال: خدرت رجلي. فقال سليمان: يا بني، اذكر أحب الناس إليك. فقال: صلى الله على محمد. فقال سليمان: ابني سيد، وإني عنه لفي غفلة، وولّاه عهده). ودخل أبو بكر الهذلي عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَقَدْ خَدِرَتْ رِجْلاهُ، فَنَقَعَهُمَا فِي الْمَاءِ وَهُوَ يَقُولُ: إِذَا خَدِرَتْ رِجْلِي تَذَكَّرْتُ قَوْلَهَا *** فَنَادَيْتُ لبْنى بِاسْمِهَا وَدَعَوْتُ دَعَوْتُ الَّتِي لَوْ أَنَّ نَفْسِي تُطِيعُنِي *** لأَلْقَيْتُ نَفْسِي نَحْوَهَا فَقَضَيْتُ فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، تُنْشِدُ مِثْلَ هَذَا الشِّعْرَ؟! فَقَالَ: يَا لُكَعُ! وَهَلْ هُوَ إِلا كَلامٌ حَسَنُهُ كَحَسَنِ الْكَلامِ، وَقَبِيحُهُ كَقَبِيحِهِ؟. وجاءت الأشعار بهذا كثيرا في الجاهلية والإسلام: فمنها قول الشاعر: صبُّ محبُّ إذا ما رِجْلُه خَدَرت *** نادى (كُبَيْشَةَ) حتى يذهب الخَدَر وقولُ الآخر: على أنَّ رجلي لا يَزَالُ امْذِ لُها *** مقيماً بها حتى أُجيْلَكِ في فكري وقال كُثَيَّر: إذا مَذَلَتْ رجلي ذكرتُكِ *** اشتفي بدعواك من مَذْلٍ بها فيهون وقال جميلُ بثينةَ: وأنتِ لعَيْنِيْ قُرَّةٌ حين نَلْتَقِيْ *** وذِكْرُكِ يَشفِيْني إذا خَدَرتْ رجلي وقالت امرأة: إذا خدرت رجلي دعوتُ ابنَ مُصْعبٍ *** فإنْ قلتُ: عبدَ اللهِ أجْلَى فتورَها وقال الموصلي: واللهِ ما خَدَرَتْ رجلي وما *** عَثَرَتْ إلا ذكرتُكِ حتى يَذْهبَ الخدَرُ وقال الوليد بن يزيد: أثيبي هائماً كَلِفاً مُعَنَّى *** إذا خَدَرتْ له رجْلٌ دَعاكِ وغير ذلك من الأشعار، فهل يقال: إن هؤلاء وغيرهم توسلوا بمن يحبونه من نساءٍ وغلمان فأجيب سؤلهم، وقبلت وسيلتهم؟!! فهذا ما أراد سبحانه وتعالى تسطيره في الرد على شبهة هؤلاء القبوريون عباد الأموات، فقد أتينا عليها بإذن الله من أركانها فخر عليهم سقفها فدمغهم وألجمهم.. فاللهم بصرنا الحق وجعلنا ممن أخذ به وتمسك. وللحديث متابعة بحول الله وقوتهِ . ثانياً : مسألة إضطراب أبي إسحاق رحمه الله تعالى , وإجابة الرافضي .
سبق وأن قلنا في البداية أن الحديث إضطرب في روايتهِ أبي إسحاق السبيعي رحمه الله تعالى , وهو مدلس وقد عنعن الحديث وهذه علة لا يمكن الإستهانة بها البتة لعدم ثبوت السماع ممن حدث عنهُ [ أبي إسحاق السبيعي ] فمثل هذا الأمر لا يمكن إنكارهُ ونقول بعد أن ذكرنا الرواية والإسناد كما تبين في الحديث السابق أن الإضطراب في الحديث واضح , وإن متن الرواية كما أشرنا لا يثبت أن هذا فيه دليل على جواز التوسل بذوات الأموات , وأن هذا من عادات العرب فتعس الرافضي ما أضلهُ وأجهل حالهُ .
فاتفق سفيان وزهير، وخالف شعبة وإسرائيل وأبو بكر.. وهذه العلة كافية وحدها لنسف القصة لاضطرابها، فإن أبا إسحاق السبيعي قد اختلط في أخرة فأصبح لا يميز.. وهذه العلة وحدها كافية في إسقاط هذا الخبر.
ولا يمكن أن نقدم ونرجح طريقٌ على طريق والحالة هذه إطلاقاً.. فإذا كان قدما أصحابه وأوثقهم قد اختلفوا في التعيين = فمن باب أولى اختلاف من هم دونهم ممن روى عنه هذا الخبر.. وقد قلت قبلُ: وهذه العلة وحدها كافيةٌ في نسف وإسقاط هذا الخبر. أما طريق الهيثم بن حنش .. فقد رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة قال ( حدثنا محمد بن خالد بن محمد البرذعي ، ثنا حاجب بن سليمان ، ثنا محمد بن مصعب ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق .. به ) . وهذا علتهُ واضحة ولا أدري كيف جعل الرافضي هذا الخبر خارج عن أن أبي إسحاق إضطرب في هذا الحديث .
قال الرافضي : [ والطريق إلى أبي إسحاق لم يصح حتى يقال أن الإضطراب منه .. فإن محمد بن مصعب ضعيف و البرذعي لا أدري من هو .. فالخلل ليس من السبيعي ] .
قلتُ : وهذا جهل صريح فإن كان البرذعي ضعيف فتدليس أبي إسحاق السبيعي علة لا يمكن أن يغفلها طالب علم لأن هذا واضح جلي والأصح في هذا الخبر وإن سلمنا جدلاً ان هذا لا يمكن أن يكون علة بتدليس أبي إسحاق السبيعي فالحديث مضطرب ويعل الخبر بالإضطراب فهذا مضطرب ولا أعرف كيف يقول الرافضي ما يقول ... !!!
عنعنة إسحاق وتدليسه.. ففي جميع الطرق كلها لم يصرح بالتحديث في شيء منها إطلاقاً.. وهذه علة أخرى لا يستهان بها في رد هذا الخبر ونسفه.. فإن السبيعي رحمه الله قد أكثر من الرواية عن أناس لا يعرفون، ومنهم من هو ضعيف قد تفرد بالرواية عنهم , أما محمد بن مصعب فضعيف [ منكر الحديث، كثير الغلط، وكان مغفلا، قد ضعفه جماعة من الأئمة، ومشاه آخرون بشرط الموافقة لمن هو أوثق منه ] , فهذا الطريق لا يصلح بل هالك , وناهيك أن تدليس أبي إسحاق السبيعي يأخذ بعين الإعتبار وكان قد إختلط رحمه الله تعالى في آخر عمرهِ فوقع بالإضطراب في التحديث ..
وهذا في الأدب المفرد قال شيخنا الألباني رحمه الله تعالى في ضعيف الأدب المفرد (1/127 ) : " 128= باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله – 437 48/964- (ضعيف)عن عبد الرحمن بن سعد قال: خدرت رجل ابن عمر، فقال له رجل: اذكر أحب الناس إليك، فقال: "يا محمد!" " فقد ضعفه الإمام الألباني وضعفهُ غير واحد من العلماء .
[ الهيثم بن حنش ] : مجهولٌ لا يعرف.. وليس من أهل الرواية والتحديث. فالهيثم في كل طرق الحديث لا يعرف من هو فالخبر فيه ضعفاء , ناهيك عن جهالة الرجل , وإن كان في محمد بن مصعب ضعف فإن إضطراب أبي إسحاق السبيعي علة كذلك لا يمكن الإستهانة بها لمن عرف بالإشتغال بهذا الفن العظيم وهذا العلم أيها الرافضة الملحدين . أما طريق أبو شعبة .. فرواه أبو أحمد الحاكم و ابن السني من طريق ( أبو بكر بن عياش عن إبي إسحاق .. به ) . قلنا قبل ذلك أن إضطراب أبي إسحاق السبيعي في كل طرق الحديث " إضطرب " وطريقة الرافضي في الرد على قول أهل الحديث بإضطراب أبي إسحاق السبيعي في الحديث غريبة ومن العجائب فإن دل هذا على شيء فيدل على أن الرجل لا صلة لهُ بعلم الحديث ولا بأهل الحديث لا من قريب ولا من بعيد.
[أبو بكر بن عياش]: متكلمٌ فيه.. وكان كثير الخطأ، وقد اختلط في أخرة، وإذا روى عنه الضعفاء والمجاهيل فليس حديثه بشيء؛ وهنا الراوي عنه هو: [محمود بن خداش]: مجهولٌ لا يعرف حاله ولا عينه , فالمحصلة أن هذا الخبر لا يمكنُ الإعتماد عليه لأن أبي بكر بن عياش ضعيف الحديث , كذلك وإضطراب أبي إسحاق السبيعي فلا يمكنُ كسر هذه القاعدة أو هذا القول حول إضطراب أبي إسحاق السبيعي بالكلام حول أبو بكر بن عياش , ناهيك عن كون الحديث فيه أكثر من علة هذا وارد لا شك فيه . قال ابن طهمان في سؤالاته ( سئل يحيى عن حديث رواه أبو بكر بن عياش فلم يلتفت إليه ، قال : لم يروه شعبة ولا سفيان ، لو رووه كان أبو بكر صدوقا ) ص34 .
على أن أحمد قد نص أن ابن عياش يضطرب في حديث السبيعي .. قال يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ج2-ص103 ( حدثني الفضل قال : قال أبو عبد الله : أبو بكر يضطرب في حديث هؤلاء الصغار فأما حديثه عن أولئك الكبار وما أقربه عن أبي حصين وعاصم وأنه ليضطرب عن أبي إسحق أو نحو ذا. ثم قال: ليس هو مثل زائدة وزهير وسفيان، وكان سفيان فوق هؤلاء وأحفظ ) فما أستغربهُ أن الرافضي نقل ما يثبت جهلهُ , فإن كان أبي بكر بن عباش يضطرب في حديث أبي إسحاق السبيعي , وإضطرب أبي إسحاق السبيعي عند إختلاطهِ في الحديث فلا يعرف ما يحدث بهِ , ولا يعرف متى كان سماع إبن عياش من أبي إسحاق السبيعي , وفي كلام الذي نقلتهُ عن يعقوب بن سفيان قرينة على أن الرجل حدث بحديث أبي إسحاق في إضطرابهِ .
أما رواية ابن عباس رضي الله عنهما؛ فهي وحدها آفة من الآفات، وعجيبة من العجائب، فهي من طريق الوضاع الكذاب الهالك المجمع على تركه [غياث بن إبراهيم النخعي].. ناهيك عن عدم حبكه لسند ومتن الخبر؛ ففيه من الركاكة ما يبصرها الأعشى.وقد ذكر ابن علان احتمالاً بعيداً جداً في محاولة الجمع بين الوجهين وأن المبهم هنا هو المصرح به هناك، والمبهم هناك هو المصرح به هنا؛ وأنهما قصة واحدة.. وهذا غير صحيح؛ فإن كان = فهو دليلٌ آخر على سقوط هذا الخبر وتهافته. أما طريق عبد الرحمن بن سعد .. فقد رواه ابن سعد في الطبقات ( حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين حدثنا سفيان و زهير بن معاوية عن أبي إسحاق .. به ) . قلتُ : وهذا في إضطراب أبي إسحاق جلي وواضح , فإن أبي إسحاق قد حدث بالحديث بعد الإختلاط , ولا يعرف إن كان حدث بهِ وهو يخلط الحديث .. ومما يدل على تخليطه في هذا الحديث أنه رواه تارة عن أبى شعبة ( أو أبي سعيد ) وتارة عن عبد الرحمن بن سعد . وهذا اضطراب يرد به الحديث. بل رماه الجوزجاني بالتشيع من رؤوس محدثي الكوفة ، وعن معن قال " أفسد حديث أهل الكوفة الأعمش وأبو إسحاق يعني للتدليس ، وروى عن أناس لم يعرفوا عند أهل العلم إلا ما حكى هو عنهم . فإذا روى تلك الأشياء عنهم كان التوقف أولى " تهذيب التهذيب 8 / 66 .
فقد أثبت الحافظ ابن حجر اختلاط أبى إسحاق السبيعي كما في التقريب وبرهان الدين الحلبي في رسالته الاغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط تقريب التهذيب ( 639 ) وانظر مقدمة فتح الباري ص 431 والاغتباط ص 87 ترجمة رقم ( 85 ) ط : دار الكتاب العربي أثبت ابن الكيال اختلاطه في كتابه الذي أسماه " الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقاة " الكواكب النيرات ص 84 ط : دار الكتب العلمية .
وأثبت اختلاطه الحافظ ابن الصلاح ، حكاه عنه ابن الكيال حكى الجوزجاني أنه واحد ممن لا يحمد الناس مذاهبهم أحوال الرجال 79 ( 102 (أن الرواية التي جاءت من غير يا النداء أصح من هذه التي ورد فيها عدةعلل أهمها الجهاله والاضطراب ، وفيها من اختلف في توثيقه كالسبيعي ، فإننا لو سلمنافي توثيقه فلن نسلم في تصحيح سند تضمن الجهالة والاضطراب. فإضطراب أبي إسحاق السبيعي واضح جلي لا ينكر فتأمل.
قال علي بن المديني : شعبة أحفظ للمشايخ ، وسفيان أحفظ للأبو اب . قال أبو داود : قال لي شعبة : في صدري أربع مائة حديث لأبي الزبير ، والله لا حدثت عنه . قال القطان : كان شعبة أمر في الأحاديث الطوال من سفيان . وأستغرب حقيقة من نقل الرافضي في ترجمة شعبة رحمه الله تعالى القليل , والإمام أمير المؤمنين في الحديث والرجال شعبه رحمه الله تعالى لا يخفى قدره ومكانته العلمية , وهو أكبرُ من أن يتكلم عليه جاهل في علم الحديث والله تعالى المستعان , نسأل الله العافية .
| |
| | | | من اقوال الشيعة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |